الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر **
بين يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن وبين الفنش المتغلب على أكثر جزيرة الأندلس. فدخل يعقوب وعدي من زقاق سبتة في مائة ألف وأما المطوعة فقل ما شئت. وأقبل الفنش في مائتي ألف وأربعين ألفًا. فانتصر الإسلام وانهزم الكلب في عدد يسير وقتل من الفرنج كما أرخ أبو شامة وغيره مائة ألف وستة وأربعون ألفًا وأسر ثلاثون ألفًا وغنم المسلمون غنيمة لم يسمع بمثلها حتى أبيع السيف بنصف درهم والحصان بخمسة دراهم والحمار بدرهم وذلك في تاسع شعبان. فهؤلاء جاهدوا. وأما آل أيوب فسار الملك العزيز ولد صلاح الدين من مصر فنزل بحوران ليأخذ دمشق من أخيه الأفضل. فنجد الأفضل عمه العادل. فرد العزيز وتبعاه فدخل القاضي الفاضل في الصلح وأقام العادل بمصر فعمل نيابة السلطنة ورد الأفضل. وفيها توفي ذاكر بن كامل الخفاف البغدادي أخو المبارك. سمعه أخوه من أبي علي الباقرجي وأبي علي بن المهدي وابي سعد بن الطيوري والكبار وكان صالحًا خيرًا صوامًا توفي في رجب. وأبو الحسن شجاع بن محمد بن سيدهم المدلجي المصري الفقيه النحوي. قرأ القراءات على ابن الحطئة وسمع من جماعة وتصدر بجامع مصر وتوفي في ربيع الآخر. وآخر أصحابه الكمال الضرير. وأبو محمد بن عبيد الله الحجري الأندلسي الحافظ الزاهد القدوة أحد الأعلام عبد الله بن محمد بن علي عبد الله بن عبيد الله المريي. ولد سنة خمس وخمس مائة. قرأ الصحيح للبخاري عن شريح وسمع فأكثر عن أبي الحسن بن مغيث وابن العربي والكبار وتفنن في العلوم وبرع في الحديث وطال عمره وشاع ذكره. وكان قد سكن سبتة فاستدعاه السلطان إلى مراكش ليسمع منه. توفي في أول صفر. سنة اثنتين وتسين وخمس مائة فيها قدم العزيز دمشق مرة ثالثة ومعه عمه العادل فحاصرا دمشق مدة ثم خامر جند الأفضل عليه ففتحوا لهما فدخلا في رجب وزال ملك الأفضل وأنزل في صرخد ورد العزيز وبقي العادل بدمشق وخطب بها للعزيز قليلًا. وكانت دار الأمير أسامة بجنب تربة صلاح الدين فأمر العزيز القاضي محيي الدين بن الزكي أن يبنيها له مدرسة ففعل. وفيها سار خوارزم شاه علاء الدين فوصل إلى همذان وطلب السلطنة من الخليفة وأن يجبيء بغداد همذان وطلب السلطنة من الخليفة وأن يجبيء بغداد ويكون سلطانًا بها مع الناصر. فانزعج الناصر والرعية وغلت الأسعار. وفيها التقى يعقوب صاحب المغرب والفنش فهزمه أيضًا يعقوب ولله الحمد. وساق وراءه إلىطليطلة وحاصره وضربها بالمجانيق. فخرجت والدة الفنش وحريمه وبكين بين يدي يعقوب فرق لهن ومن عليهن. ولولا ابن غانية الملثم وهيجه ببلاد المغرب لافتتح يعقوب عدة مدائن وفيها توفي أحمد بن طارق أبو الرضا الكركي ثم البغدادي التاجر المحدث. سمع من ابن ناصر وأبي الفضل الأرموي وطبقتهما فأكثر ورحل إلى دمشق ومصر وهو من كرك نوح. وكان شيعيًا جلدًا. والشيخ السديد شيخ الطب بالديار المصرية شرف الدين عبد الله بن علي. أخذ الصناعة عن الموفق بن العين زربي. وخدم العاضد صاحب مصر ونال الحرمة والجاه العريض. وعمر دهرًا. أخذ عنه نفيس الدين بن الزبير. وحكي بعضهم أن الشيخ السديد حصل له في يوم واحد ثلاثون ألف دينار. وحكي عنه ابن الزبير تلميذه أنه طهر ولدي الحافظ لدين الله فحصل له من الذهب نحو خمسين ألف دينار. وعبد الخالق بن عبد الوهاب بن محمد الصابوني المالكي الخفاف الحنبلي أبو محمد الضرير. سمعه أبوه من أبي علي الباقرحي وعلى بن عبد الواحد الدبنوري وطائفة. توفي في ذي الحجة. وأبو الغنائم بن المعلم شاعر العراق محمد بن علي بن فارس الواسطي. توفي في رجب وقد نيف على التسعين. وابن القصاب الوزير الكبير مؤيد الدين أبو الفضل محمد بن علي البغدادي المنشىء البليغ. وزر وسار بالعساكر ففتح همذان وإصبهان وحاصر الري وصارت له هيبة وعظمة في النفوس.
توفي بظاهر همذان في شعبان وقد نيف على السبعين ورد العسكر. فلما جاء خوارزم شاه بيته وحز رأسه وطوف به بخراسان. والمجير الإمام أبو القاسم محمود بن المبارك الواسطي ثم البغدادي الفقيه الشافعي أحد الأذكياء والمناظرين تفقه على أبي منصور بن الرزاز وأخذ علم النظر عن أبي الفتوح محمد بن الفضل الأسفراييني وصار المشار إليه في زمانه والمقدم على أقرانه. حدث عن ابن الحصين وجماعة. ودرس بالنظامية. وكان ذكيًا طوالًا نبيلًا غواصًا على المعاني. قدم دمشق وبنيت له مدرسةجاروخ ثم توجه إلى شيراز وبني له ملكها مدرسة ثم أحضره ابن القصاب وقدمه. ويوسف بن معالي الأطرابلسي ثم الدمشقي الكتاني البزاز المقرئ. روى عن هبة الله بن الأكفاني وجماعة. توفي في شعبان سنة ثلاث وتسعين وخمس مائة في شوال افتتح العادل يافا عنوة. وكان لها مدة في يد الفرنج. وفيها أخذت الفرنج من المسلمين بيروت. وهرب أميرها عز الدين سامة إلى صيدا. وفيها توفي سيف الإسلام الملك العزيز طغتكين بن أيوب بن شاذي أرسله أخوه صلاح الدين فتملك اليمن. وكان بها نواب أخيهما شمس الدولة. أنشأها في شوال وتملك بعده ابنه إسماعيل الذي سفك الدماء وظلم وعسف وادعى أنه أموي. وابو بكر بن الباقلاني مقرىء العراق عبد الله بن منصور ابن عمران الربعي الواسطي تلميذ أبي العز القلانسي وآخر أصحابه. روى الحديث عن خميس الجوزي وأبي عبد الله البارع. وطائفة. توفي في سلخ ربيع الأول وله ثلاث وتسعون سنة وثلاثة أشهر. والجلال عبيد الله بن يونس البغدادي الوزير. تفقه وقرأ الأصول والكلام وقرأ القراءات على أبي العلاء العطار وسمع من أبي الوقت وصنف كتابًا في الكلام والمقالات ثم توكل لأم الخليفة ثم توفي وعظم قدره وولي وزارة الناصر لدين الله والتقى طغريل فانكسر عسكر الخليفة وجرت لابن يونس أمور ونجا. وقدم بغداد فاختفى ثم ظهر وولي الأستاذ دارية ثم حبس حتى مات. وقاضي القضاة أبو طالب علي بن علي بن هبة الله بن محمد بن النجاري البغدادي الشافعي. سمع من أبي الوقت وولي القضاء سنة اثنتين وثمانين ثم عزل ثم أعيد سنة تسع وثمانين. ومحمد بن حيدرة بن أبي البركات عمر بن إبراهيم بن محمد أبو المعمر الحسيني الزيدي الكوفي. سمع من جده. وهو آخر من حدث عن أبي النرسي. وكان رافضيًا.
وناصر بن محمد الزيرج أبو الفتح الإصبهاني القطان. روى الكثير عن جعفر الثقفي وإسماعيل بن الفضل الإخشيد. وخلق. توفي في ذي الحجة. أكثر عنه الحافظ ابن خليل. ويحيى بن أسعد بن بوش أبو القاسم الأزجي الحنبلي الخباز. سمع الكثير من أبي طالب اليوسفي. وأبي سعد بن الطيوري وأبي علي الباقرجي وطائفة. وكان عاميًا. مات شهيدًا. غص بلقمة فمات في ذي القعدة عن بضع وثمانين سنة. له إجازة من ابن بيان. سنة أربع وتسعين وخمس مائة فيها استولى علاء الدين خوارزم شاه تكش على بخارا. وكانت لصاحب الخطا لعنه الله. وجرى له معه حروب وخطوب. ثم انتصر تكش. وقتل خلق من الخطا. وفيها نازل العادل ماردين وحاصرها أشهرًا. وفيها توفي أبو علي الفارسي الزاهد واسمه الحسن بن مسلم زاهد العراق في زمانه. تفقه وسمع من أبي البدر الكرخي. متبتلًا في العبادة كثير البكاء دائم المراقبة. يقال إنه من الأبدال. زاره الخليفة الناصر غير مرة. توفي في المحرم وقد بلغ التسعين. وصاحب سنجار الملك عماد الدين زنكي بن قطب الدين مودود بن أتابك زنكي. تملك حلب بعد ابن عمه الصالح إسماعيل. فسار السلطان صلاح الدين ونازله ثم أخذ منه حلب وعوضه بسنجار فملكها إلى هذا الوقت ونجد صلاح الدين على عكا. وكان عادلًا متواضعًا موصوفًا بالبخل. وتملك بعده ابنه قطب الدين محمد. وأبو الفضائل الكاغدي الخطيب عبد الرحيم ابن محمد الإصبهاني المعدل. روى عن أبي علي الحداد وعدة. توفي في ذي القعدة. وعلي بن سعيد بن فاذشاه أبو طاهر الإصبهاني. روى عن الحداد أيضًا. ومات في شهر ربيع الأول. وفوام الدين بن زبادة يحيى بن سعيد بن هبة الله الواسطي ثم البغدادي. صاحب ديوان الإنشاء ببغداد ومن انتهى إليه رئاسة الترسل مع معرفته بالفقه والأصول والكلام والنحو والشعر. أخذ عن ابن الجواليقي وحدث عن علي بن الصباغ والقاضي الأرجاني. وولي نظر واسط. ثم ولي حجابة الحجاب. ثم الأستاذ دارية وغير ذلك. توفي في ذي الحجة. سنة خمس وتسعين وخمس مائة فيها بعث الخليفة خلع السلطنة إلى خوارزم شاه. وفيها أخرج ابن الجوزي من سجن واسط وتلقاه الناس وبقي في المطمورة خمس سنين. وفيها كانت فتنة الفخر الرازي صاحب التصانيف. وذلك أنه قدم هراة ونال إكرامًا عظيمًا من الدولة. فاشتد ذلك على الكرامية. فاجتمع يومًا هو والقاضي الزاهد مجد الدين ابن القدوة فتناظرا ثم استطال فخر الدين علي ابن القدوة وشتمه وأهانه. فلما كان من الغد جلس ابن عم مجد الدين فوعظ الناس وقال: لا نقول إلا ماصح عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأما قول أرسطو وكفريات ابن سينا وفلسفة الفارابي فلا نعلمها. فلأي شيء يشتم بالأمس شيخ من شيوخ الأسلام يذب عن دين الله وبكى فأبكى الناس. وضجت الكرامية وثاروا من كل ناحية وحميت الفتنة. فأرسل السلطان الجند وسكنهم. وأمر الرازي بالخروج. وفيها كانت بدمشق الحافظ عبد الغني. وكان أمارًا بالمعروف داعية إلى السنة. فقامت عليه الأشعرية وأفتنوا بقتله. فأخرج من دمشق طريدًا. وفيها مات العزيز صاحب مصر وأقيم ولده علي. فاختلف الأمراء وكاتب بعضهم الأفضل. فسار من صرخا إلى مصر وعمل نيابة السلطنة. ثم سار بالجيوش ليأخذ دمشق من عمه فأحرق العادل الحواضر والنيرب. ووقع الحصار. ثم دخل الأفضل من باب السلامة وفرحت به العامة وحوصرت القلعة مدة. وفيها توفي عبد الخالق بن هبة الله أبو محمد الحريمي بن البندار الزاهد. روى عن ابن الحصين وجماعة. قال ابن النجار: كان يشبه الصحابة. مارأيت مثله. توفي في ذي القعدة. والملك العزيز أبو الفتح عثمان بن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب صاحب مصر. توفي في المحرم عن ثمان وعشرين سنة. وكان شابًا مليحًا ظريف الشمائل قويًا ذا بطش وأيد وكرم وحياء وعفة. بلغ من كرمه أنه لم يبق له خزانة وبلغ من عفته أنه كان له غلام بألف دينار فحل لباسه ثم وفق فتركه وأسرع إلى سرية له فافتضها. وخرج وأمر الغلام بالتستر وأقيم بعده ابنه وهو مراهق. وابن رشد الحفيد. هو العلامة أبو الوليد محمد بن أحمد بن العلامة المفتي أبي الوليد محمد بن أحمد بن رشد القرطبي. أدرك من حياة جده شهرًا سنة عشرين. تفقه وبرع وسمع الحديث وأتقن الطب. ثم أقبل على الكلام والفلسفةحتى صار يضرب به المثل فيها. وصنف التصانيف مع الذكاء المفرط والملازمة للاشتغال ليلًا ونهارًا. وتواليفه كثيرة في الفقه والطب والمنطق الرياضي والطبيعي والإلهي. توفي في صفر بمراكش. وأبو جعفر الطرطوسي محمد بن إسماعيل الإصبهاني الحنبلي. سمع أبا علي الحداد ويحيى بن منده وابن طاهر ومحمود بن اسماعيل وطائفة. وتفرد في عصره. توفي في جمادى الآخرة عن
وأبو بكر بن زهر محمد بن عبد الملك بن زهر الأيادي الإشبيلي شيخ الطب وجالينوس العصر. ولد سنة سبع وخمس مائة وأخذ الصناعة عن جده أبي العلاء زهر بن عبد الملك. وبرع ونال تقدمًا وحظوة عند السلاطين وحمل الناس عنه تصانيفه. وكان جوادًا ممدحًا محتشمًا كثير العلوم. قيل إنه حفظ صحيح البخاري كله وحفظ شعر ذي الرمة. وبرع في اللغة. توفي بمراكش في ذي الحجة. والجمال أبو الحسن مسعود بن أبي منصور بن محمد الإصبهاني الخياط. روى عن الحداد ومحمود الصيرفي وحضر غانمًا البرجي وأجاز له عبد الغفار الشيروي توفي في شوال. ومنصور بن أبي الحسن الطبري أبو الفضل الصوفي الواعظ. تفقه وتفنن وسمع من زاهر الشحامي وعبد الجبار الخواري وجماعة. وهو ضعيف في روايته لمسلم عن الفراوي. توفي بدمشق في ربيع الآخر. وجمال الدين بن فضلان العلامة أبو القاسم يحيى بن علي البغدادي الشافعي. عاش ثمانين سنة. وروى عن أبي غالب ابن البنا. وكان من أئمة علم الخلاف والجدل مشارًا إليه في ذلك. ارتحل إلى محمد بن يحيى صاحب الغزالي مرتين. وكان يجري له وللمجير البغدادي بحوث ومحافل. توفي في شعبان. والمنصور أبو يوسف يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي القيسي الملقب بأمير المؤمنين. بويع سنة ثمانين بعد أبيه وسنة اثنتان وثلاثون سنة. وكان صافي اللون جميلًا أعين أفوه أقنى أكحل مستدير اللحية ضخمًا جهوري الصوت جزل الألفاظ كثير الإصابة بالظن والفراسة خبيرًا ذكيًا شجاعًا محبًا للعلوم كثير الجهاد ميمون النقيبة ظاهري المذهب معاديًا لكتب الفقه والراي. أباد منها شيئًا كثيرًا بالحريق. وحمل الناس على التشاغل بالأثر. سنة ست وتسعين وخمس مائة فيها تسلطن علاء الدين خوارزم شاه محمد بن تكش بعد موت أبيه علاء الدين. . . وفيها كانت دمشق محاصرة وبها العادل وعليها الأفضل والظاهر ابن صلاح الدين وعساكرهما نازلة قد خندقوا عليهم من أرض اللوان إلى يلدا خوفًا من كبسة عسكر العادل. ثم ترضوا عنها ورد الظاهر إلى حلب وسار الأفضل إلى مصر. فساق وراءه وأدركه عند الغرابي. ثم تقدم عليه وسبقه إلى مصر. فرجع الأفضل منحوسًا إلى صرخد وغلب العادل على مصر وقال: هذا صبي. وقطع خطبته. ثم أحضر ولده الكامل وسلطنه على الديار المصرية في أواخر السنة فلم ينطق أحد من الأمراء وسهل له ذلك اشتغال أهل مصر بالقحط. فإن فيها كسر النيل من ثلاثة عشر ذراعًا إلا ثلاثة أصابع واشتد الغلاء وعدمت الأقولت وشرع الوباء وعظم الخطب إلى أن آل بهم الأمر إلى أكل الآدميين الموتى. وفيها توفي أبو جعفر القرطبي أحمد بن علي بن أبي بكر المقرئ الشافعي إمام الكلاسة وأبو إمامها. ولد سنة ثمان وعشرين بقرطبة. وسمع بها من أبي الوليد الدباغ وقرأ القراءات على أبي بكر بن صيف ثم حج وقرأ القراءات بالموصل على ابن سعدون القرطبي ثم قدم دمشق فأكثر عن الحافظ بن عساكر وكتب الكثير وكان عبدًا صالحًا خبيرًا بالقراءات. وأبو إسحاق العراقي العلامة إبراهيم بن منصور المصري الخطيب. شيخ الشافعية بمصر. شرح كتاب المهذب ولقب بالعراقي لاشتغاله ببغداد. وإسماعيل بن صالح بن ياسين أبو الطاهر الشارعي المقرئ الصالحي. روى عن أبي عبد الله الرازي مشيخته وسداسياته توفي في ذي الحجة. وأبو سعيد الراراني خليل بن أبي الرجاء بدر بن ثابت الإصبهاني الصوفي. ولد سنة خمس مائة وروى عن الحداد ومحمود الصيرفي وطائفة. توفي في ربيع الآخر. تفرد بعدة أجزاء. وعلاء الدين خوارزم شاه تكش بن خوارزم شاه أرسلان ابن المز بن محمد بن نوشتكين سلطان الوقت. ملك من السند والهند وما وراء النهر إلى خراسان إلى بغداد. وكان جيشه مائة ألف فارس. وهو الذي أزال دولة بني سلجوق. وكان حاذقًا يلعب بالعود. ذهبت عينه في بعض حروبه. وكان شجاعًافارسًا عالي الهمة. تغيرت نيته للخليفة وعزم على قصد العراق. وسار فجاءه الموت فجأة بدهستان في رمضان وحمل إلى خوارزم. وقيل كان عنده ادب ومعرفة بمذهب أبي حنيفة. مات بالخوانيق. وقام بعده ولده قطب الدين محمد. ولقبوه بلقب أبيه. ومجد الدين طاهر بن نصر الله بن جهيل الكلابي الحلبي الشافعي الفرضي مدرس مدرسة صلاح الدين بالقدس وله أربع وستون سنة. وهو أحد من قام على السهروردي الفيلسوف وأفتى بقتله. والقاضي الفاضل أبو علي عبد الرحيم بن علي بن الحسن اللخمي البيساني ثم العسقلاني ثم المصري محيي الدين صاحب ديوان الإنشاء وشيخ البلاغة. ولد سنة تسع وعشرين وخمس مائة وقيل إن مسودات رسائله لو جمعت لبلغت مائة مجلدة. وقيل إن كتبه بلغت مائة ألف مجلد. وكان له حدبة يخفيها بالطيلسان وله آثار جميلة وأفعال حميدة وديانة متينة وأوراد كثيرة. وكان كثير الأموال يدخله في السنة من مغله ورزقه خمسون ألف دينار. توفي في سابع ربيع الآخر. وعبد اللطيف بن أبي البركات إسماعيل بن أبي سعد النيسابوري ثم البغدادي شيخ الشيوخ. كان صوفيًا عاميًا. روى عن قاضي المرستان وابن السمر قندي. حج وقدم دمشق فمات بها في ذي الحجة. وابن كليب مسند العراق أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد الحراني ثم البغدادي الحنبلي التاجر. ولد في صفر سنة خمس مائة وسمع من ابن بيان وابن نبهان وابن بدران الحلواني وطائفة. وتوفي في ربيع الأول ممتعًا بحواسه. والأثير أبي الطاهر محمد بن محمد بن أبي الطاهر محمد بن بنان الأنباري ثم المصري الكاتب. روى عن أبي صادق مرشد المديني وغيره وروى ببغداد صحاح الجوهري عن أبي البركات العراقي. وعمر وزالت رئاسته. توفي في ربيع الآخر وله تسع وثمانون سنة. والشهاب الطوسي أبو الفتح محمد بن محمود نزيل مصر وشيخ الشافعية. توفي بمصر عن أربع وسبعين سنة. درس وأفتى ووعظ وصنف وتخرج به الأصحاب وكان يركب بالغاشية والسيوف المسللة وبين يديه من ينادي: هذا ملك العلماء. وكان رئيسًا معظمًا وافر الهيبة يحمق بظرافة ويتيه على الملوء بصنعة. وكان صاحب حرمة في القيام على الحنابلة ونصر الأشاعرة. توفي في ذي القعدة. وابن زريق الحداد أبو جعفر المبارك بن المبارك بن أحمد الواسطي شيخ الإقراء. ولد سنة تسع وخمس مائة وقرأ على أبيه وعلي سبط الخياط وسمع من أبي علي الفارقي وأبي علي بن علي بن شيران. وأجاز له خميس الحوزي وطائفة توفي في رمضان. سنة سبع وتسعين وخمس مائة فيها كان الجوع والموت المفرط بالديار المصرية وجرت أمور تتجاوز الوصف ودام ذلك إلى نصف العام الآتي فلو قال القائل: مات ثلاثة أرباع أهل الإقليم لما أبعد. والذي دخل تحت قلم الحشرية في مدة اثنين وعشرين شهرًا مائة ألف وأحد عشر ألفًا بالقاهرة. وهذا نزر في جنب ماهلك بمصر والحواضر وفي البيوت والطرق ولم يدفن. وكله نزر في جنب ما هلك بالإقليم. وقيل إن مصر كان بها تسع مائة منسج للحصر فلم يبق إلا خمسة عشر منسجًا. فقس على هذا. وبلغ الفروج مائة درهم ثم عدم الدجاج بالكلية لولا ما جلب من الشام. وأما أكل لحوم الآدميين فشاع وتواتر. وفي شعبان كانت الزلزلة العظمى التي عمت اكثر الدنيا. قال أبو شامة: مات بمصر خلق تحت الهدم. قال: ثم هدمت نابلس. وذكر خسفًا عظيمًا إلى أن قال: من هلك في السنة فكان ألف ومائة ألف ألف. وفيها كاتبت الأمراء بمصر الأفضل والظاهر وكرهوا العادل وتطيروا بكعبه. فاسرع الأفضل إلى حلب. فخرج معه أخوه واتفقا على أن تكون دمشق للأفضل ثم يسيران إلى مصر فإذا تملكاها استقر بها الأفضل وتبقى بالشام كلها للظاهر. فنازلوا دمشق في ذي القعدة وبها المعظم وقدم أبوه إلى نابلس فاستمال الأمراء وأوقع بين الأخوين. وكان من دهاة الملوك. فترحلوا. وكان بخراسان فتن وحروب ضخمة على الملك. وفيها توفي اللبان القاضي العدل أبو المكارم أحمد بن محمد بن محمد التيمي الإصبهاني مسند العجم. مكثر عن أبي علي الحداد. وله إجازة عن عبد الغفار الشيروي. توفي في آخر العام. وتميم بن أحمد بن أحمد البندنيجي الأزجي أبو القاسم مفيد بغداد ومحدثها. كتب الكثير وعني بهذا الشأن. وحدث عن أبي بكر بن الزاغوني وطبقته. وظافر بن الحسين أبو المنصور الأزدي المصري شيخ المالكية. كان منتصبًا للإفادة والفتيا. انتفع به بشر كثير. توفي بمصر في جمادى الآخرة. وأبو محمد بن الطويلة عبد الله بن أبي بكر بن المبارك بن هبة الله البغدادي. روى عن ابن وأبو الفرج بن الجوزي عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن الجوزي الحافظ الكبير جمال الدين التيمي البكري البغدادي الحنبلي الواعظ المتفنن صاحب التصانيف الكثيرة الشهيرة في أنواع العلم من التفسير والحديث والفقه والزهد والوعظ والأخبار والتاريخ والطب وغير ذلك. ولد سنة عشر وخمس مائة أو قبلها. وسمع من علي بن عبد الواحد الدينوري وابن الحصين وأبي عبد الله البارع وتتمة سبع وثمانين نفسًا. ووعظ في صغره وفاق فيه الأقران ونظم الشعر المليح وكتب بخطه ما لا يوصف ورأى من القبول والاحترام ما لا مزيد عليه وحكى غير مرة أن مجلسه حزر بمائة ألف وحضر مجلسه الخليفة المستضيء مرات من وراء الستر. توفي في ثالث عشر رمضان. وابن ملاح الشط عبد الرحمن بن محمد بن أبي ياسر البغدادي. روى عن ابن الحصين والكبار توفي في شوال. وقراقوش الأمير الكبير الخادم بهاء الدين الأبيض فتى الملك أسد الدين شيركوه. كان خصيًا وقد وضعوا عليه خرافات ولولا وثوق صلاح الدين بعقله لما سلم إليه عكا وغيرها. وكانت له رغبة في الخير وآثار حسنة. والكراني أبو عبد الله محمد بن أبي زيد بن حمد الإصبهاني الخباز المعمر توفي في شوال وقد
استكمل مائة عام. سمع الكثير من الحداد ومحمودالصيرفي وغيرهما. وكران محلة معروفة بإصبهان. والعماد الكاتب الوزير العلامة أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد ابن محمد الإصبهاني ويعرف بإبن أخي العزيز. ولد سنة تسع عشرة بإصبهان وتفقه ببغداد على ابن الرزاز وأتقن الفقه والخلاف والعربية وسمع من علي بن الصباغ وطبقته وأجاز له ابن الحصين والفراوي ثم تعانى الكتابة والترسل والنظم وفاق الأقران وحاز قصب السبق وولاه ابن هبيرة نظر واسط وغيرها ثم قدم دمشق بعد الستين وخمس مائة وخدم في ديوان الإنشاء فبهر الدولة ببديع نثره ونظمه وترقى إلى أعلى المراتب ثم عظمت رتيته في الدولات الصلاحية وما بعدها. وصنف التصانيف الأدبية وختم به هذا الشأن. توفي في أول رمضان ودفن بمقابر الصوفية رحمه الله. وابن الكيال أبو عبد الله محمد بن محمد بن هارون البغدادي ثم الحلي البزاز. أحد القراء الأعيان. ولد سنة خمس عشرة وخمس مائة وقرأالقراءات على سبط الخياط ودعوان وأبي الكرم الشهرزوري. وأقرأ بالحلة زمانًا. توفي في ذي الحجة. وأبو شجاع بن المقرون محمد بن أبي محمد بن أبي المعالي البغدادي. أحد أئمة القراء. قرا على سبط الخياط وأبي الكرم وسمع من أبي الفتح بن البيضاوي وطائفة ولقي خلقًا لايحصون. وكان صالحًا عابدًا ورعًا مجاب الدعوة يتقوت من كسب يده. وكان من الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر. توفي في ربيع الآخر. ويوسف بن عبد الرحمن بن غصن أبو الحجاج: الإشبيلي. أخذ القراءات عن شريح وجماعة وحدث عن ابن ا لعربي وتصدر للإقراء وكان آخر من قرأ القراءات على شريح. توفي في هذا العام أو في حدوده. سنة ثمان وتسعين وخمس مائة فيها تغلب قنادة بن إدريس الحسني على مكة وزالت دولة بني فليتة وفيها توفي أحمد بن ترمش البغدادي الخياط نقيب القاضي. روى عن قاضي المرستان والكروخي وجماعة وتوفي بحلب. وأسعد بن أحمد بن أبي غانم الثقفي الإصبهاني الضرير. سمع هو وأخوه زاهر الثقفي مسند أبي يعلى من أبي عبد الله الخلال. وسمع هو من جعفر بن عبد الواحد الثقفي وجماعة وكان فقيهًا معدلًا. والمؤيد أبو المعالي أسعد بن العميد أبي يعلى بن القلانسي التميمي الدمشقي الوزير. روى عن نصر الله المصيصي وغيره ومات في ربيع الأول وكان صدر البلد. والملك المعز إسماعيل بن سيف الإسلام طغتكين بن نجم الدين أيوب صاحب اليمن وابن صاحبها. كان مجرمًا مصرًا على الخمر والظلم. ادعى أنه أموي وخرج وعزم على الخلافة فوثب عليه أخوان من أمرائه فقتلاه. ويقال إنه ادعى النبوة ولم يصح. وولي بعده أخ له صبي اسمه الناصر أيوب. والخشوعي مسند الشام أبو طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الدمشقي الأنماطي. ولد في صفر سنة عشر وأكثر عن هبة الله بن الأكفاني وجماعة وأجاز له الحريري وأبو صادق المديني وخلق من العراق والمصريين والإصبهانيين. وعمر دهرًا وبعد صيته ورحل إليه. وكان صدوقًا. توفي في سابع صفر. وحماد بن هبة الله الحافظ أبو الثناء الحراني التاجر السفار. ولد سنة إحدى عشرة وسمع ببغداد من إسماعيل بن السمرقندي وبهراة من عبد السلام بكبره وبمصر من ابن رفاعة وعمل بعض تاريخ حران أو كله توفي في ذي الحجة بحران. وعبد الله بن أحمد بن أبي المجد أبو محمد الحربي الإسكافي. روى المسند عن ابن الحصين وأبو بكر عبد الله بن طلحة بن أحمد بن عطية المحاربي الغرناطي المالكي المفتي تفرد بإجازة غالب بن عطية أخو جدهم وأبي محمد بن عتاب. وسمع من القاضي عياض والكبار. وهو من بيت علم ورواية. وأبو الحسن العمري عبد الرحمان بن أحمد بن محمد البغدادي القاضي. أجاز له أبو عبد الله البارع وسمع من ابن الحصين وطائفة. وناب في الحكم. توفي في صفر. وزين القضاة أبو بكر عبد الرحمن بن سلطان بن يحيى بن علي القرشي الدمشقي الشافعي. سمع من جده القاضي أبو الفضل يحيى بن الزكي وجماعة وأجاز له زاهر الشهامي وجماعة وكان نعم الرجل فقهًا وفضلًا ورئاسة وصلاحًا. توفي في ذي الحجة. وعبد الرحيم بن أبي القاسم الجرجاني أبو الحسن اخو زينب الشعرية. ثقة صالح مكثر. روى مسلمًا عن الفراوي والسنن والآثار عن عبد الجبار الخواري والموطأ من السيدي والسنن الكبير عن عبد الجبار الدهان وشعب الإيمان توفي في المحرم. والدولعي خطيب دمشق ضياء الدين عبد الملك بن زيد بن ياسين التغلبي الموصلي الشافعي وله إحدى وتسعون سنة. تفقه بدمشق وسمع من الفقيه نصر الله المصيصي وببغداد من الكروخي. وكان مفتيًا خبيرًا بالمذهب. خطب دهرًا ودرس بالغزالية وولي الخطابة بعده وعلي بن محمد بن علي بن يعيش سبط ابن الدامغاني. روى عن ابن الحصين وزاهر. توفي في صفر. وكان متميزًا جليلًا لقيه ابن عبد الدائم. ولؤلؤ الحاجب العادلي. من كبار الدولة. له مواقف حميدة بالسواحل. وكان مقدم المجاهدين المؤيدين الذين ساروا لحرب الفرنج الذين قصدوا الحرم النبوي في البحر فظفروا بهم. قيل إن لؤلؤ سار جازمًا بالنصر وأخذ معه قيودًا بعدد الملاعين وكانوا ثلاث مائة وشيئًا كلهم أبطال من الكرك والشوبك. مع طائفة من العرب المرتدة. فلما بقي بينهم وبين المدينة يوم أدركهم لؤلؤ وبذل الأموال للعرب. فخامروا معه وذلت الفرنج واعتصموا بحبل. فترجل لؤلؤ وصعد إليهم بالناس. وقيل بل صعد في تسعة أنفس فهابوه وسلموا أنفسهم. فصفدهم وقيدهم كلهم. وقدم بهم مصر. وكان يوم دخولهم مشهودًا وكان لؤلؤ أرمنيًا من غلمان القصر. فخدم مع صلاح الدين مقدمًا للأسطول. وكان أينما توجه فتح ونصر. ثم كبر وترك الخدمة. وكان يتصدق كل يوم بعدة قدور طعام وبإثني عشر ألف رغيف. ويضعف ذلك في رمضان. مات في صفر. وابن الوزان عماد الدين محمد ابن الإمام أبي سعد عبد الكريم بن أحمد الرازي. شيخ الشافعية بالري وصاحب شرح الوجيز. توفي في ربيع الآخر. وابن الزكي قاضي الشام محيي الدين أبو المعالي محمد ابن قاضي القضاة زكي الدين على ابن قاضي القضاة منتخب الدين محمد بن يحيى القرشي الشافعي. ولد سنة خمسين وخمس مائة وروى عن الوزير الفلكي وجماعة. وكان فقيهًا إمامًا طويل الباع في الإنشاء والبلاغة فصيحًا كامل السؤدد. توفي في شعبان عن ثمان وأربعين سنة. ومحمود بن عبد المنعم التميمي الدمشقي. روى معجم ابن جميع عن جمال الإسلام. وتوفي في جمادى الأولى.والسبط أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن أبي سعد الهمذاني سبط ابن لال. روى عن أبيه وابن الحصين وخلق. توفي في المحرم. والبوصيري ابو القاسم هبة الله بن علي بن مسعود الأنصاري الكاتب الأديب مسند الديار المصرية. ولد سنة ست وخمس مائة وسمع من أبي صادق المديني ومحمد بن بركات السعيدي وطائفة وتفرد في زمانه ورحل إليه. توفي في ثاني صفر.
|